elromancy مشرف
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 58 الرصيد : 10249 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/07/2011 العمر : 31 العمل/الترفيه : فنى طباعة المزاج : سعيد
| موضوع: انــــــــــــت لى لوحــــــدى الثلاثاء أغسطس 02, 2011 10:38 pm | |
| توقفت أنفاسى فى أنبهار تام وأنا أدلف إلى ذلك القصر الضخم الذى يحمل أسم { معاذ بهاء الدين }صاحب أكبر سلسلة شركات سياحية فى الشرق الأوسط كله... وكدتُ أقسم من شدّة أنبهارى بما حولى من مظاهر العز والترف أننى بطريقة ما - لا أدرى ما كنهها ؟ - قد غادرتُ الحياه بكل متابعها وهمومها لأنتقل إلى الجنه مباشرة حيث الحياه الرغدة بلا متاعب أو هموم ! قادنى الخادم إلى حجرة واسعه زادتنى أنبهارا ً فوق أنبهارى ، بأثاثها الحديث الطراز ، وكل مظاهر النعيم والرفاهيه التى تزخر بها ، وطلب منى الجلوس والأنتظار حتى يحضر سيده... كنتُ بالفعل مُتعبة للغاية ، فتهالكتُ على أقرب مقعد لى ، وشعرتُ براحة وأسترخاء لا أحظى بهما فى منزلى حيث المقاعد الباليه المُتحجرة ، التى تؤلم لا تُريح... وبدون أن أشعر وجدتُ نفسى أقارن بين هذا القصر العظيم ، وبين منزلى الصغير ، بجدرانه المُتصدعه ، وطلاءه المُتشقق ، وأثاثه البالى القديم ، وشعرتُ بمرارة لا مثيل لها... هل لابد أن يتمتع الأنسان بكل هذه الرفاهيه ؟ هل لابد أن يملك الأنسان شمعدانا ًمن الذهب الخالص ، وأوانى من الفضه ، وكؤوس من الكريستال النقى لكى يشعر بالراحه فى منزله ؟ لماذا لا يتبرع الأغنياء بجزء من ثروتهم لأعالة أسره فقيره كأسرتى ؟ ألن يكتمل المظهر الجمالى بدون كل هذا البذخ ؟ ! أطلقتُ تنهيده مريره وأنا أنهض من مكانى وأخطو عدة خطوات نحو الواجهة الزجاجية للغرفة لأتأمل الحديقة المُمتلئه بالزهور الجميلة ، وأعض على شفتاى ألماً وحسرة... " مرحبا ً . " أنتزعنى هذا الصوت الرجولى الهادئ من أفكارى ، فأستدرتُ ببطئ لأتطلع إلى صاحبه و....... وخفق قلبى بكل قوته ! لم يكن صاحب هذه العباره رجلا ً فى العقد الخامس أو السادس كما تخيلته ، أنما كان شاباً فى بداية الثلاثينيات من عمره... طويل القامة... عريض المنكبين... حاد الملامح والقسمات... له عينان بُنيتان فاتحتان.... ونظرات مُتفحصة وجريئة ، تنفذ إلى الأعماق مباشرة ً... وتوحى بمدى ثقته بنفسه وغروره ! تقدم الرجل بضع خطوات منى ، وجلس فوق إحدى المقاعد الأسفنجيه واضعا ً إحدى ساقيه فوق الأخرى ، وراح يتأملنى بهدوء كما لو كان يتأمل لوحه فنيه ، أو تمثالاً من رخام ، مما أربكنى بشدّه وجعلنى عاجزة عن النطق لفترة من الزمن ! وبينما كنتُ فى ذلك أتانى صوته وهو يقول فى ضجر : " لا أظنكِ سعيتِ لمقابلتى ، لكى تتأملينى وتقيمينى فقط . " عضضتُ على شفتاى ، وأنتبهتُ إلى أننى قد صار لى فترة طويلة أتأمله دون أن أنطق ببنتُ شفه ، فنفضتُ عن نفسى توترى وأنبهارى بالقصر وصاحبه وقررتُ أن أبدأ فى الحديث مُباشرة ً ؛ فأنا هنا فقط لغرض مُعين... وسأفعل أى شئ... وكل شئ لتحقيقه... " هل لا أخبرتِنى يا أنسه بسبب طلبك لمقابلتى شخصياً ؛ فهناك أعمالاً مُهمه تنتظرنى ؟ " أخذتُ نفساً عميقاً ، وحاولتُ أن أتغلب على قلقى وخجلى ، وأنا أقول : " أننى أريد التحدث إليك بشأن مُنير حسين . " مط الرجل شفتيه بضجر ثم قال : " ومن هو مُنير حسين هذا ؟ هل من المًفترض أننى أعرفه ؟ " تعجبتُ كثيراً من رده واستنكرته فى آنً واحد... ألا يعرف من هو مُنير حسين ؟ ألهذه الدرجه لا يشغل باله بأى شئ ؟ ألا يهتم أبداً بمشاكل العاملين لديه ؟ كم أنا بلهاء لأظن أن رجلاً مثل هذا قد يشغل نفسه بأمور كهذه ؛ فلابد أن لديه عشرات المديرين الذين يتولون عنه هذه الأمور التافهة من وجهة نظره... فماذا يعنى له أن يختلس شخصا ً من خزانته تسعة آلاف جنيه ، وهو الذى تذخر خزانته بالملايين من الأوراق الخضراء ؟ ! وماذا يعنى له أن يُلقى رجلا ً فى الخمسين من عمره ، فى زنزانه رطبه ، فى مثل هذا الطقس البارد ، وهو الذى يملك مثل هذا القصر الفخم ، الملئ بالمدفئات التى لا تكاد تشعره بالفرق بين فصول السنه الأربعه ؟ حاولتُ التحلى بالصبر بقدر الأمكان وأنا أقول بهدوء نسبى : " إنه أمين الخذانه بشركة من سلسلة شركاتك . " ظل صامتا ً لفترة من الزمن وقد ضاقت عيناه بشكل يوحى بأنه يجاهد لتذكره ، قبل أن يهز رأسه ويقول : " نعم نعم تذكرته... إنه ذلك الذى أختلس مبلغا ً ما من خذانتى . " عضضتُ على شفتاى بأسى وقلتُ : " نعم إنه هو . " تأملنى الرجل مليا ً، ثم قال : " وما شأنكِ به ؟ " قلتُ : " إنه أبى . " تطلع الرجل إلىّ بحيره ثم قال : " لم أفهم بعد سبب زيارتك لى يا أنسة...... " قلتُ بسرعة : " أسمى أروى . " قال : " حسنا ً أخبرينى يا أنسة أروى عن سبب تشريفك لى بهذه الزيارة . " رغم أننى شممتُ رائحة السخرية فى جُملته الأخيرة إلا أننى لم أكترث لها ، وأخرجتُ من حقيبتى مظروفا ً يحتوى مبلغا ً من المال ، قدمته له قائله : " لقد أتيتُ لأعطائك هذا المبلغ . " تناول الرجل منى المظروف ، ونظر إلى محتواه بحيرة ثم قال : " لكن... لماذا أتيتِ إلى هنا ؟ كان بأمكانك أن تسلمى المبلغ إلى قسم الشرطة ، ومن ثم سيفرجون عن والدكِ . " تنهدتُ وقلتُ : " لكن هذا المبلغ غير كامل... إنهم خمسة آلاف لا غير... " وأضفتُ بتعاسه : " لم أتمكن من الحصول على المبلغ كاملا ً... أرجو أن تعتبر الأربعة آلاف المُتبقيه دينـّا ً فى عنقى ، وأن تسمح بأن يتم الأفراج عن والدى . " هز الرجل رأسه مُتفهماً ، ثم قال : " نعم... فهمت الأن . " وصمت لبرهة ثم مال نحوى وتطلع إلى عينى مُباشرة ً ثم قال بأهتمام : " ومن أين لفتاه صغيره مثلكِ بأن تأتى بهذا المبلغ ؟ " أحنقتنى جُملته كثيرا ً ، إلا أننى جاهدتُ لكى لا أفقد صبرى وأنا اقول : " إننى فى الثامنة عشر من عمرى ولستُ صغيره ، ثم أننى بأمكانى تدبر أمرى جيداً . " تحولت نظراته المُتعالية فى هذه اللحظه إلى نظرة إعجاب أدهشتنى ؛ فلم أتوقع من هذا الشخص المُتعالى سوى نظرات الغطرسة والتكبر الذى ظل يرمقنى بها منذ وقعت نظراته علىّ ! ظل الصمت يغلفنا لفتره طويلة ، قطعتها أنا حين قلتُ : " أرجو أن تقبل عرضى هذا... وأعدك بأننى فى خلال شهر واحد سأجلب لك الأربعة آلاف المُتبقية بإذن الله . " هذه المرّه ظل الرجل صامتا ً لفترة أطول ، قبل أن ينهض فجأه من مكانه وناولنى المظروف الذى يحوى المبلغ ، قائلا ً : " أسف يا أنسة... لن أستطيع قبول عرضكِ هذا . " وأضاف بصرامة : " لقد أخطأ والدكِ وعليه تحمل خطأه وحده . " قال جُملته هذه وولانى ظهره هاماً بالأنصراف... قلتُ : " لن أنكر أن أبى أخطأ حين فعل ذلك ، لكنه رجل كبير فى الستين من عمره ، وهو أيضا ً مريض بالروماتيزم ، والطقس بارد جدا ً والزنزانه كما تعرف عالية الرطوبه . " توقف عن السير وألتفت إلىّ ثم قال بصرامة : " كان لابد أن يراعى والدكِ كل هذا قبل أن يمد يده ويسرق من خذانتى . " وأضاف بغضب : " وكان لابد أن يراعى قبل هذا كله أنه لديه فتاه صغيرة ، لا يجب أن يحملها عبئه ، بدلا ًمن أن يتحمل هو عبئها . " قلتُ : " لكنه فعل هذا من أجلى أنا . " نظر إلىّ بعمق كأنما يحاول أن يخترق رأسى بنظراته وينفذ منها إلى أعماقى ، ثم قال : " من أجلكِ أنت ؟ كيف هذا ؟ " تنهدتُ ببطئ وقلتُ : " لأننى سأتزوج ، وكنتُ فى حاجة لبعض الأشياء من أجل الزواج . " رفع الرجل حاجبيه فى دهشة وقال مُستهجنا ً : " أنكِ لازلتِ صغيره جدا ً على الزواج . " قلتُ مُحنقه : " أخبرتك مُسبقا ً أننى لستُ صغيره . " قال الرجل بإصرار : " بل إنكِ صغيره جداً ، ولا تعرفين مصلحتكِ ، وكان لابد أن يرفض والدك زواجكِ وأنتِ فى هذا العمر... أو على الأقل حتى تنهين جامعتكِ . " قلتُ : " لكنى لستُ فى الجامعة... لقد أكتفيتُ بدراستى الثانوية . " عقد الرجل حاجبيه فى شدّه وقال : " كان لابد أن يرغمكِ والدك على دخول الجامعة . " أستفزتنى جُملته كثيرا ً... إنه يتصور أن العالم بأكمله يحيا فى مثل هذا الترف الذى يحيا فيه . . أو رُبما يظن أن المرتب الضخم الذى يتقاضاه والده من عمله لديه يكفى لأن يعيل أسرتها ، ويتبقى منه ما يكفى لمصاريف الجامعة أيضا ً ! قلتُ مُنفعله : " ومن أين له أن يأتى له بمصاريف الجامعة ؟ يبدو أنك لا تدرى كم المُرتب الذى يتقاضاه والدى من عمله لديك ؟ " نظر الرجل بعينان تقدحان شررا ً، وبدا كأنه يحاول السيطرة على أعصابه وهو يقول بصوت هادئ نسبيا ً: " ليس لدى وقتا ً لأناقش أموركِ الماليه يا أنسه . " قلتُ بعصبيه : " وأنا أيضا ً لم أتِ إلى هنا لكى تعطينى رأيك فى أمور حياتى... لقد أتيتُ لغرض معين ، ولك الحق فى أن ترفضه أو تقبله . " قال الرجل وقد فذ صبره تماما ً : " وها أنا أخبركِ للمره الثانيه برفضى لطلبكِ... وأعتذر لكِ بشدّه لأننى ليس لدى وقتا ً لأضيعه فى مثل هذه التفهات . " وولانى ظهره هاما ً مغادرة الحجرة... لم أستطع السيطره على غضبى ، فقلتُ له بغضب : " أنا التى أعتذر لكِ بشدّه على مجيئى إلى هنا ومقابلتكِ... لكنى كنتُ أظنك تملك قلبا ً بين ضلوعك ، لا حجرا ً كالذى تبين لى أنه يحتل موضع القلب لديك . " توقف الرجل فى مكانه ، وألتفت لينظر إلىّ قائلا ً بصرامه : " أخرجى من هنا . " صدمنى ما قاله ، إلا أننى أفقتُ من صدمتى بسرعه وغادرتُ قصره بسرعة... وكم شعرتُ وقتها بكره شديد لهذا الرجل المُتكبر الأجوف القلب ! لم أكن أتصور أبدا ً أن هناك فى هذه الدنيا من هم مُتعجرفين وأنانيين بهذا الشكل ! تباً لكل من ظن نفسه قد أمتلك العالم بأمواله... سحقاً لكل من ظن الناس عبيداً لديه... توجهتُ نحو قسم الشرطه لزيارة أبى ، وأخيرا ً وبعد عدة محاولات سمحوا لى بمقابلة أبى... وحين رأيته هالنى ما رأيته على وجهه من شحوب ، وشعرتُ كأن عمره قد أزداد عشرون سنه كامله فى هذان اليومين ! " كيف حالك يا أبى ؟ " ابتسم أبى ابتسامه مريره ، ثم قال : " الحمد لله على كل شئ . " وصمت لبرهه ثم أستطرد : " كيف حال أمكِ وأشقاءكِ ؟ " قلتُ : " جميعنا بخير . . لا ينقصنا سواك . " أبى أطلق تنهيدة حزينة وطأطأ برأسه أرضا ً بقلة حيلة ، ثم قال : " أعرف أننى خذلتكم جميعا ً... لكنى لم أملك حلا ًسوى هذا لأتمام زواجكِ . " قلتُ أعاتبه : " وهل كنت تظن أننى كنتُ سأقبل الزواج بينما أنت فى هذه الظروف ؟ " أبى قال : " هل تم تأجيل الزواج ؟ " قلتُ : " طبعا ً... لكننا سنتمه حينما تخرج بإذن الله . " أبى ظل صامتا ً لفترة ثم قال بأسى : " يخيل لى أننى لن أخرج من هنا ثانيه يا أروى . " ربتُ على كتفه وقلتُ له : " ستخرج من هنا بإذن الله يا أبى... " أبى أطرق هنيهه ثم قال بقلة حيلة : " ومن أين لى أن أتى بذلك المبلغ ؟ لقد أنفقتُ كل المبلغ الذى أخذته من الخذانة . " قلتُ : " لا تقلق بهذا الشأن يا أبى... لقد أستطعتُ الحصول على خمسة آلاف... وبإذن الله سأتمكن من الحصول على الأربعة آلاف المُتبقية قريبا ً . " أبى عقد حاجبيه بشدّة قائلا ً : " ومن أين لكِ بهذا المبلغ يا أروى ؟ " قلتُ : " لقد تدبرت الأمر يا أبى . " أبى نظر إلىّ لفتره ثم قال : " هل بعتِ شيئا ً ؟ " قلتُ : " فداك كل شئ يا أبى.. المهم أن تعود لنا سالما ً . " أطرق أبى برأسه فى حزن لفترة من الزمن ، قبل أن يعود لينظر إلىّ ويقول : " أسمعى يا أروى... سأطلب منك طلبا ً إذا قمتِ به رُبما يفرجون عنى . " أنتبهت حواسى حينئذ وقلتُ متشبثه بالأمل : " كيف يا أبى ؟ أخبرنى ." أبى صمت لبرهة ثم قال :
| |
|
The Emperor Admin
الجنس : الابراج : عدد المساهمات : 91 الرصيد : 2066 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 10/07/2011 العمر : 25 الموقع : https://egy4top.forumegypt.net العمل/الترفيه : ادمن الصبح و ابو رجل مسلوخة بعد الضهر المزاج : و انت مالك يا حشرى !!!
| موضوع: رد: انــــــــــــت لى لوحــــــدى الثلاثاء أغسطس 02, 2011 11:04 pm | |
| lمتالق و فنااااااااااااااااااااان | |
|