قبلة الموت

موضوع: قبلة الموت الثلاثاء يوليو 12, 2011 8:26 pm

زرت إحدى الحدائق العامة فتناولت فنجاناً من القهوة، فإذا برجل أربعيني يناديني، فاقتربت منه وهو ينظر إلى يدي سلمت ودعوته لتناول القهوة، ابتسم ابتسامة يعلوها الحزن وبصوت مبحوح قال: سبحان الله عادات الشباب لا تتغير، منذ سنة التقيت صديقا لي لم أره منذ أيام المدرسة، فتعانقنا سألته ما هي أخبار خالد؟ قال: سبحان الله تسألني عن خالد ولا تسأل عن أخباري، اعتذرت قاطعني لا بأس فقد كنتما روحاً في جسدين، على كل حال صاحبك في المستشفى، سألت بلهفة كيف؟!، أين؟!، متى؟!، ولماذا؟! أخذت العنوان وذهبت لزيارته.

دخلت الغرفة فعرفته وكنت أظن أنني لن أعرفه للفراق الطويل وهو كذلك تعانقنا ثم قبلته على جبينه، فأجلسني على طرف السرير وبقي ممسكاً بيدي وأخذنا نحدق في بعض وأخذت لغة العيون في صمت تفرض نفسها مرة نتعانق ومرة نتعاتب ومرات كثيرة نكاد نجهش بالبكاء.

أخذنا نقلب صفحات الماضي في كتاب الذكريات وما كان من أيام جميلة خطتها أفعالنا، تأخذنا إلى حيث المدرسة، إلى حيث الملعب، إلى أي عالمٍ جميل فيه أنا وخالد.

قال لي :

أتذكر كم من أيام جميلة كانت تجمعنا؟، أتذكر المدرسة وما كنا نصنع؟، أتذكر تلك الصرخات التي كانت تملئ أرجاء المعلب؟.

كنا مختلفين في كل شيء فكان ذلك منبع صداقتنا، اختلفنا على مارادونا وبيليه، والشتاء والصيف، وعبدالحليم وأم كلثوم، وما زادنا ذلك إلا تمسكاً بصدقاتنا الجميلة، إلا تلك اللعينة البغيضة التي كنت أقربك منها ولكنك تسحقها تمزقها تصدها تلعنها فكانت السبب في فرقتنا.

انتهى وقت الزيارة فاستأذنت للرحيل، كانت يده ملساء وحاجبه أملس حتى شعره الجميل قد اختفى، طبعت قبلة على جبينه، ثم غادرته وأنا أدعو له بالشفاء.

خرجت والدموع تملأ عيناي ولا أدري كيف قادتني قدماي إلى الملعب ذلك المكان الذي احتضن ذكرياتنا الجميلة، فأخذت أتأمل كل زاوية فيه، هنا مررت منه لا.....لا بل سمح لي بالمرور فهو الأفضل، وفي نفس المكان عرقلته،..... هنا سمح لي بتسجيل هدف وحصل فيه على ركلة جزاء، كانت ضحكاته تملأ الملعب، كان يفرح عندما أسجل هدفاً كأنه هو الذي أحرزه، وكنت أستشيط غضباً عندما يسجل هو، والغريب أنني كنت أرى الدموع في عينيه وكأنه حزين لحزني، إلا تلك اللعينة كان حين يقربني منها وكأنه يبعدني عنها ويقول لا تقع في شباكها لا تتعلق بها كما فعلت بي أنا، حتى في المستشفى أراد أن يثبت لي كم هي كريهة وضيعة لا تأتي إلا بالدمار.

لم يمض وقت طويل والتقينا مرة أخرى كان غارقاً في نوم عميق طبعت نفس القبلة على جبينه ثم غادرته وأنا أدعو له بالجنة.

انتهت قصته وساد صمت طويل تأملت نفسي وإذ بها بين أصابعي قد استشاطت غيظاً لِمَ لمْ الثمها؟! لِمَ لمْ أقبلها؟!، غادرني وهو يدعو لي أن أتركها.

تسلم ايدك

شكرا عاشقة الاهلى

موضوع: رد: قبلة الموت الخميس يوليو 14, 2011 4:49 pm

تسلم يا رومانسى

تسلم ايدك